نشاة علم المنطق- مبادئ المنطق الاساسية عند ارسطو
نشاة علم المنطق- مبادئ المنطق الاساسية عند ارسطو |
ادا ما تأملنا التاريخ جيدا، يبدوا جليا من اول صفحة من مجلداته ان على هدا الكوكب الصغير- بمقاييس الكون- نشأت، إزدهرت، سيطرت ثم تلاشت مجموعة من الحضارات المتعاقبة، وكل هده الحضارات ساهمت من موقعها و بطريقتها في تطوير و اعادة اخراج للإرت الحضاري، الثقافي و العلمي، ليصل الينا بصيغته الحالية
تعتبر الحضارة الاغريقية(600 ق.م) واحدة من ابرز تلك الحضارات التي كان لمفكريها اثرا عميقا في الفكر الانساني، هدا التاتير استمر صداه الى عصرنا الحالي بنفس الحدة و كانه موجة من نوع اخر، تاخد من الزمن وسطا ازليا للانتشار
بعد سقوط الحضاتين المينوية(2000-1400 ق.م) و الميسينية ( 1600-1100 ق.م)، استعملت الحضارة اليونانية حطام الحضارتين الفكري كوقود من اجل البروز كحضارة و قوة عظمى في عصرها مستفيدة من عوامل عدة، كقوتها العسكرية من اجل التوسع الجغرافي و النمو السكاني، و في رأيي الشخصي يعتبر تطور الفلسفة و الفكر و الزخم العلمي في المجتمع اليوناني انداك اهم و اسمى عامل كرس بروز الحضارة اليونانية و تفوقها، ايمانا مني بان للفكر سلطة ناعمة في مظهرها، لكنها فتاكة في ادوارها و مساهماتها في بناء اي حضارة - غزو الجيوش يمكن مقاومته اما غزو الافكار فلا (فيكتور هوغو)-،و بناءا على هدا الركن المتين- التطور الفكري و نشأة الفلسفة- ظهر تباعا مجموعة من الفلاسفة و التيارات الفلسفية الناتجة عن قاعدة واحدة امن بها اليونانيون- طبعا ليس عامة الناس- عوض التفسرات الجاهزة(دات الطابع الخرافي) للظواهر الطبيعية، هذه القاعدة هي استعمال العقل و تحرير قدراته و تسليطها على الطبيعة و عناصرها و تفاعلاتها - عناصر الطبيعة-فيما بينها و مع الحواس باعتبارها اداة الوصل بين الطبيعي و المجرد- ما يدور داخل عقولنا-
في خضم هدا الجدل الفكري و التطور الحضاري ولد الداهية ارسطو(384-322 ق.م)، لعائلة من الطبقة الارستوقراطية، حيث كان الاب يشتغل طبيبا شخصيا للملك، و هدا ما فتح الباب لارسطو من اجل التعرف على المجتمع المثقف و العائلة الملكية، لكن سرعان ما انتقل الي آتينا بعد وفاة والديه، ليلتحق باكاديمية افلاطون- من اشهر و ابرز المفكرين اليونانيين- حيث امضى فيها حوالي 20 سنة، تشبع خلالها بالفكر الافلاطوني و الانشطة الفكرية و الفلسفية للاكاديمية
و لكون ارسطو من طينة العقلاء كتيري الانتقاد و الهدم و البناء همه و شعاره الوصول الى معرفة يقينية. هده الصفات لم تكن لتسمح له بالبقاء تابعا للمدرسة الافلاطونية و مدافعا عن افكار مؤسسها افلاطون كاي تلميذ بار بمعلمه، لكن ارسطو دهب حد انتقاد افكار افلاطون من منطلق انه بنى فلسفته و فكره على عالم الافكار المتالي- الماورائيات-، لياسس تياره الخاص يناقض من خلاله تيار معلمه افلاطون، حيت اقام ارسطو تياره على العالم الواقعي المادي
لارسطو تاريخ فكري مجيد، يصعب حصره حتى في عشرات المقالات، لهذا دعونا نركز على ما يهمنا من افكار اريسطية حول المنطق دون سواه، يبقى ان نشير الى ان ارسطو يعتبر المؤسس الفعلي لمجموعة من العلوم، كعلم الاخلاق، علم السياسة.... و علم المنطق، حيت نجد اهم الخلاصات و الافكار التي ابدعها المعلم الاول- ارسطو- حول المنطق مصنفة في كتاب الاورغانون ORGANON. و تجدر الاشارة هنا الى ان هدا الكتاب الفه تلامذة ارسطو بعد وفاته، حيث جمعوا فيه اهم الخلاصات التي جاءت في محاضراته من اجل حفضها و نقلها للدارسين و المهتمين بافكار ارسطو فيما بعد. و كلمة
الاورغانون هنا تعني الالة او الاداة، اي ان ارسطو اعتبر المنطق اداة للعلم و ليس علما مستقلا بداته
قبل كل هدا اهتم ارسطو بماهية العقل حيث اعتبره قوة ذهنية دات مبادئ قبلية و كلية، يؤسس من خلالها المعرفة اليقينية، و لفهم هدا الترابط بين الثلاتي العقلل-المعرفة-المنطق نشير لكون المعرفة هي الهدف و العقل الصانع و المدبر و لكي تكون المعرفة يقينية لابد للصانع من اتباع منهج سليم، هدا المنهج او الاداة هو المنطق
في هذه المرحلة اصبح لزاما علينا تعريف المنطق كما و ضعه المعلم الاول، حيث اعتبره الاداة التي يستخدمها العقل للوصول الى استنتاجات صحيحة عن طريق ترتيب الافكار باسلوب منظم و منهجي بناءا على قواحد او مبادء محددة
مبادء المنطق
يقوم المنطق الارسطي على ثلاتة مبادئ و هي
مبدأ الهوية: الشيئ لا يمكن ان يكون الا هو، اي ان للمصطلح الواحد دلالة واحدة في الخطاب الواحد، و هذا ما يضمن تفرد الاشياء و تميزها عن باقي الاشياء
مبدأ عدم التناقض: لا يمكن للشيئ ان يكون و الا يكون في الوقت نفسه
مبدأ التالت المرفوع: لا يوجد حالة وسطى بين الصح و الخطأ ( المتناقضات بصفة عامة)
عناصر المنطق الارسطي
القياس: هو استنتاجات منطقية انطلاقا من مقدمات او معطيات، كما يوضح المتال: كل انسان فان، و سقراط انسان، اذن سقراط فان
التعريف: ان كل فهم صحيح للاشياء، يبنى على فهم ماهيته و تعريفه بدقة من خلال تحديد خصائصة الاساسية
التصنيف: المنطق الارسطي يعتمد على تصنيف الموضوعات- افكار او اشياء- الى فئات و مجموعات، بهدف تيسير دراستها و فهم جيد لكل العلاقات المحتملة بين فئتين او مجموعتين
بالنظر و التمعن في هذه الافكار و استحضار الحقبة الزمنية التي توصل فيها ارسطو الى هذه الخلاصات المنطقية، لن تستغرق وقتا طويلا لتدرك لاي طينة من المفكرين ينتمي ارسطو
الكاتب: مصطفى البكراتي
التسميات
مقالات فكرية