تطور علم المنطق- إسهامات فلاسفة عصر النهضة
تطور علم المنطق- إسهامات فلاسفة عصر النهضة. |
إن رحلة العلم لم و لن تتوقف بسبب سقوط حضارة معينة، سرعان ما تنتقل و تستنجد بحضارة أخرى في مرحلة التأسيس اكتر اهتماما بالعلم باعتباره أداة لتحقيق الكمال و الوصول الى اوج قوتها
وهكذا مع بزوغ عصر النهضة-بداية القرن الرابع عشر- كانت بوادر مجتمع مهتم بالمعرفة تتشكل في اروبا، سرعان ما تحولت هذه البوادر الى ارض خصبة لتداول العلوم، ليشكل تلم المنطق جزء من هدا النقاش و مستفيدا من هذا التطور العلمي، أولى صفات هدا التطور و سماته ان علم المنطق اصبح علما يختلف على الأقل في المنهج، فالمنطق في عصر النهضة اعتمد منهجا مبني على الاستقراء، مما يعني الاهتمام بالأجزاء تم استنتاج الكل او الموضوع الإجمالي بناء على فهم الأجزاء و العلاقات بينها و تركيبها وصولا الى القضية الام، في حين ان المنطق الارسطي يعتمد على الاستدلال
يعد فرنسيس بيكون(1561-1629) المؤسس الفعلي للعلم التجريبي، حيث اكد على ضرورة تجاوز المنطق الارسطي الذي يعتمد على العقل و الفكر المجرد لفهم الطبيعة و تفسير ظواهرها المختلفة، كبديل وضع بيكون منهجا يعتمد على التجربة و البناء و الاستقراء-المنهج التجريبي- حيث قال: "حتى نتحكم في الطبيعة و نسخرها لخدمتنا، علينا فهم العلاقات بين اجزائها و ظواهرها، كما فعل المخترعون..."، صنف بيكون فيما بعد طرق الفكر العلمي الى ثلاثة طرق في مألفه الأورغانون الجديد
طريقة العنكبوت: طريقة دوغمائية تقوم على التعصب الكامل لفكرة ما، و رفض الافكار الأخرى حتى بدون دليل
طريقة النمل: طريقة تجريبية حيث تعمل على جمع المعلومات و من تم البناء
طريقة النحل: طريقة إبداعية تعطي أفكار جديدة انطلاقا مما هو موجود في الطبيعة، حيت تعتبر هذه الطريقة هي الأفضل لكونها تجمع بين الطريقتين السابقتين في قالب ابداعي
و تعتبر اعمال بيكون أسس متينة لفهم الجدلية بين العلم و التقنية لتحقيق التورة العلمية، التجديد، الابتكار...، متجاوزا الفصل بين النظرية و التجربة العلمية عند الفلسفة اليونانية
الكاتب: مصطفى البكراتي