نظرية الاوتار الفائقة
نظرية الاوتار الفائقة |
نظرية الاوتار الفائقة، هل هي نظرية صحيحة من منظور التأسيس العلمي؟
هل يمكن اعتبارها نظرية علمية؟ ام مجرد احلام علمية فلسفية نتجت عن اصطدام العلماء
بواقع تجريبي محبط، كما حدت في مواقف مماثلة من تاريخ الفيزياء (نظرية الاثير مثلا)؟
بعد التفسير الذي قدمه البيرت اينشتاين للجاذبية والذي يعتمد على
انحناء نسيج الزمكان نتيجة احساسه بكتلة المادة، هذا التأثير المحلي يجعل الاجسام
القريبة تشعر بهذا الانحناء فيحدث التجاذب هكذا ببساطة، اي ان المكان او المسرح
التي تدور عليه أحداث الكون (نسيج الزمكان) هو المحرك والمسبب للجاذبية عبر
التموجات التي يحدثها عند وجود مادة وليس شخصيات العرض (الكواكب والكتل الكبيرة)
لكن عندما ننقل هذه النظرية لأبعاد صغيرة و ندرس
الجسيمات الصغيرة كالإلكترونات مثلا، باعتبارها جسيمات مادية بكتل صغيرة، و بطبيعة
الحال لا شيء يمنع ذلك ما دامت مادة، هنا عندما حاول العلماء دراسة التجاذب بين
هذه الجسيمات في مسافات صغيرة جدا تلك المعادلات الحاكمة اصبحت تعطي حلولا لا
نهائية لا تنسجم مع الواقع او ما يعتبر مسلمات في العلم، كما لو ان المعادلات تعطي
انفجارات لا نهائية، و هنا يطرح مشكل كبير جدا للعلماء.
و من هنا تبدأ رحلة البحت اما عن بديل او مخرج، ذهب العلماء لحد
بعيد، لقد توصلوا لحل عبارة عن فرضية غريبة تدعي ان المادة هي في الحقيقة ليست
مادة بالمعنى الكلاسيكي، ادن نحن هنا امام تفسير سيقلب فهمنا للطبيعة و العلم بشكل
جدري
في معرض هذا التفسير ادعى العلماء ان الجسيمات المختلفة التي نفرق
فيما بينها بالاسم والخصائص، فالحقيقة هي جسيمات تتكون من نفس اللبنة الاساسية،
هذه اللبنة هي ما يسمى بالأوتار، اذن ما سر اختلافها في الخصائص؟ خاصة الكتلة والشحنة
الاوتار الفائقة هي عبارة عن خيوط دقيقة لحد يصعب تخيله، اما مغلقة
على شكل حلقة او طولية يصل قدها ل 10 اس سالب 35 متر، تعمل وفق اهتزازات، لقد قلنا سابقا ان كل الجسيمات كالإلكترون،
بروتون، نوترون.... تتكون من اوتار، لكن الخصائص الاخرى التي تميز كل جسيم هي
ترددات اهتزاز الاوتار المكونة لها، هدا التفسير اعطى تعديلات على بنية النموذج
الرياضي المستعمل نتج عنها حلول منتهية، في المقابل احتاج هدا النموذج عشرة ابعاد
بما فيهم الابعاد الاربعة المعروفة في الفيزياء حتى الان (تلاته للمكان وبعد رابع
للزمن)، حسب معرفتنا وادراكنا يوجد اربعة ابعاد فقط، اذن ما مصير الستة ابعاد
الاضافية وما تفسير وجودها؟
لقد وجدو تفسير مناسب لهده المعضلة باعتبار الابعاد الستة الاخرى
ابعاد مكورة على نفسها بحيث تصبح محلية، بمعنى في كل نقطة من الفضاء توجد كرية
بستة ابعاد محلية وبأعداد لانهائية، لملاحظتها ورصدها علينا النزول الى عالم
متناهي الصغر، ولهدا لا تظهر في عالمنا المحسوس
في محاولة للجواب على مدى كون هذه النظرية علمية، حتى الان لا توجد
نتائج تجريبية ملموسة او حتى بروتوكول تجريبي يمكن القيام به للتحقق من صحة
الفرضية من عدمها، لأننا نتحدث عن شيء متناهي الصغر يصعب النفاد اليه بما نمتلكه
من تكنولوجيا حالية، و حتى كمية الطاقة التي يجب صرفها كخطوة تانية تبقى لا
نهائية، و توفر مصدر لطاقة لانهائية تعتبر فكرة مجنونة في حد داتها
لكن
ما يجل هذه النظرية محط اهتام كبير رغم صعوبتها، هو الوعود الدي تقدما باختصار
هكذا لكي لا نطيل فهي تعتبر امل كبير لتوحيد القوى الكهرومغناطيسية و القوى
النووية الضعيفة و القوية و الجاذبية، و هذا سيطلق عصرا ذهبيا جديدا للعلوم ان
حدت، و كدلك تعطي امكانية للربط حتى بين نظرية الاعداد و الهندسة في الرياضيات و
العديد من الامكانيات التي قد توفرها هذه النظرية مستقبلا لدى فهي تعتبر نظرية
خارقة يصعب التخلي عنها للمكاسب التي تكتنزها للعلم و للبشرية. فهي فصل جميل وشيق
من العلم
الكاتب: مصطفى البكراتي